زبان و ادبیات عربی...

زبان و ادبیات عربی...
هناک دائماً مَن هُو أتعَسُ مِنک، فأبتسم... 
نويسندگان
آخرين مطالب
لینک دوستان

 أبدع معظم العرب فی ضرب الأمثال فی مختلف المواقف والأحداث فلا یخلو موقف من حیاتنا العامة إلا ونجد مثلا ضرب علیه، ولا تخلو خطبة مشهورة ولا قصیدة سائرة من مثل رائع مؤثر فی حیاتنا. فالأمثال أصدق شیء یتحدث عن أخلاق الأمة وتفكیرها وعقلیتها , و تقالیدها وعاداتها , ویصور المجتمع وحیاته وشعوره أتم تصویر فهی مرآة للحیاة الاجتماعیة والعقلیة والسیاسیة والدینیة واللغویة , وهی أقوی دلالة من الشعر فی ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة , أما هی فلغة جمیع الطبقات.

 ولقیت هذه الأمثال شیوعا لخفتها وعمق ما فیها من حكمة وإصابتها للغرض المنشودة منها, وصدق تمثیلها للحیاة العامة ولأخلاق الشعوب , قال النظام : "یجتمع فی المثل أربعة لا یجتمع فی غیره من الكلام إیجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبیة وجودة الكتابة فهو نهایة البلاغة" ، والأمثال فی الغالب أصلها قصة، أی أن الموقف الأصلی الذی ضرب فیه المثل یكون قصة أدت فی النهایة إلى ضرب المثل, والفروق الزمنیة التی تمتد لعدة قرون بین ظهور الأمثال ومحاولة شرحها أدت إلى احتفاظ الناس بالمثل لسهولتة وخفته وتركوا القصص التی أدت إلى ضربها.
وفی الغالب تغلب روح الأسطورة على الأمثال التی تدور فی القصص الجاهلیة مثل الأمثال الواردة فی قصة الزباء ومنها " لا یطاع لقصیر أمر, ولأمر ما جمع قصیر أنفه – بیدی لا بید عمرو ". وكذلك الأمثال الواردة فی قصة ثأر امرئ القیس لأبیه ومنها: " ضیعنی صغیرا وحملنی ثأره كبیرا – لا صحو إلیوم ولا سكر غدا – الیوم خمر وغدا أمر ".
 
 وربما یستطیع المحققون بجهد أن یردوا بعض هذه الأمثال لأصحابها ومبدعیها، فمن حكماء العرب عدد كبیر اشتهر بابتكاره وإبداعه الأمثال بما فیها من عمق, وإیجاز, وسلاسة, یقول الجاحظ: " ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صیفی وربیعة بن حذار وهرم بن قطیعة وعامر بن الظرب ولبیدبن ربیعة . وأحكمهم أكثم بن صیفی التمیمی وعامر بن الظرب العدوانی , فأما أكثم فكان من المعمرین؛ تدور علی لسانه حكم وأمثال كثیرة, وهی تجری علی هذا النسق " رب عجلة تهب ریثا. ادرعوا اللیل فإن اللیل أخفى للویل.
 
 المرء یعجز لا محالة. لا جماعة لمن اختلف. لكل امرئ سلطان على أخیه حتى یأخذ السلاح, فإنه كفى بالمشرفیة واعظا. أسرع العقوبات عقوبة البغی".
 
 ولكن أمثال العرب لم تأت على مثل هذه الدرجة من الرقی والانضباط الأسلوبی, مثل التی جاء بها أكثم, بل إن كثیرا من الأمثال الجاهلیة تخلو من التفنن التصویری, وهذا بطبیعة الأمثال فإنها ترد على الألسنة عفوا وتأتی على ألسنة العامة لا محترفی الأدب, فلم یكن من الغریب أن یخرج بعضها علی القواعد الصرفیة والنحویة دون أن یعیبها ذلك مثل أعط القوس باریها ( بتسكین الیاء فی باریها والأصل فتحها ), وأیضا ( أجناؤها أبناؤها ) جمع جان وبان والقیاس الصرفی جناتها بناتها لأن فاعلا لا یجمع علی أفعال وهذا یثبت أن المثل لا یتغیر بل یجری كما جاء علی الألسنة وأن خالف النحو وقواعد التصریف؛ .
 
 وبعض الأمثال یغلب علیها الغموض ویدل تركیبتها على معنى محدد لا تؤدی إلیه الكلمات المفردة ومن ذلك قول العرب ( بعین ما أرینك ) أی أسرع. ولم یكن هذا النوع من الأمثال هو الوحید بل هناك أمثال صدرت عن شعراء مبدعین وخطباء مرموقین فجاءت راغبة الأسلوب متألقة بما فیها من جمإلیات الفن والتصویر مثل: أی الرجال المهذب، فهذا المثل جزء من بیت للنابغة یضرب مثلا لاستحالة الكمال البشری والبت: ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث أی الرجال المهذب والأمثال فی الأدب الجاهلی یصعب تمیزیها عن الإسلامی. لاختلاطهما ببعض عند الرواة والمؤلفین, ولكن ما یشیر إلیه من حادث أو قصة أو خبر مما یتصل بالجاهلیة یساعد على معرفه الجاهلی وتمییزه من الإسلامی مثل: ما یوم حلیمة سر ( وحلیمة بنت ملك غسان ویضرب هذا المثل للأمر المشهور الذی لا یكاد یجهل )
 
وقد یدل علی جاهلیة المثل أن یكون مخالفا لتعالیم الإسلام ومبادئه مثل: الیوم خمر وغدا أمر. والأمثال إما حقیقیة أو فرضیة خیالیة، فالحقیقة: لها أصل وقائلها معروف غالبا، والفرضیة ما كانت من تخیل أدیب ووضعها عل لسان طائر أو حیوان أو جماد أو نبات أو ما شاكل ذلك والفرضیة تساعد علی النقد والتهكم والسخریة وخاصة فی عصور الاستبداد وهی وسیلة ناجحة للوعظ والتهذیب والفكاهة والتسلیة مثل كلیلة ودمنة وسلوان المطاع , وفاكهة الخلفاء؛ الأدب الجاهلی د/ محمد عبد النعیم خفاجی – دار الكتاب - ص 146.
 
 وهذه كانت نظرة سریعة للأمثال فی الأدب الجاهلی كیف كانت, وبما تمیزت به الأمثال من خفه ودقة وسلاسة وإیجاز وعمق ما فیها من حكمه وصواب رأی, وكیف أبدعوا العرب قبل الإسلام فی الأمثال, فحیاتنا الآن لا تخلو من أمثالهم وحكمهم. ( الصیف ضیعت اللبن ) قاله عمرو بن عمرو بن عدس وكان شیخا كبیرا تزوج بامرأة فضاقت به فطلقها فتزوجت فتى جمیلا وأجدبت. فبعثت تطلب من عمرو حلوبة أو لبنا , فقال ذلك المثل, ویضرب هذا المثل لمن یطلب شیئا فوته على نفسه.
 
(على أهلها جنت براقش ) وبراقش كلبة لقوم من العرب اختبأت مع أصحابها من غزاة, فلما عادوا خائبین لم یعثروا علیهم نبحت براقش فاستدلوا بنباحها على مكان أهلها فاستباحوهم.




نظرات شما عزیزان:

نام :
آدرس ایمیل:
وب سایت/بلاگ :
متن پیام:
:) :( ;) :D
;)) :X :? :P
:* =(( :O };-
:B /:) =DD :S
-) :-(( :-| :-))
نظر خصوصی

 کد را وارد نمایید:

 

 

 

عکس شما

آپلود عکس دلخواه:

[ سه شنبه 5 دی 1391برچسب:, ] [ 11:52 ] [ علي افضلي ]

.: Weblog Themes By MihanSkin :.

درباره وبلاگ

من علي افضلي هستم.دوست داشتم فضايي براي ارتباط با استادان اهل نظر و دانشجويانم داشته باشم.اين وبلاگ،به نوعي صفحه شخصي من است بنابراين طبيعي است كه فضاي آن با كلاس درس متفاوت خواهد بود و اساسا تلاشي در جهت اينكه اين وبلاگ موضوعات علمي محض را پوشش دهد،بعمل نخواهد آمد هرچند از طرح مسائل و مطالب علمي به شدت استقبال خواهم نمود.شما نيز هر آنچه مي پسنديد ميتوانيد ارسال داريد..سپاسگزارم
امکانات وب